قصيدة
للشيخ الشريف سيدي
محمد أبي الهدى بن إبراهيم اليعقوبي
حفظه الله تعالى وأفاض علينا من بركاته
كرسها للإمام السيد الشيخ سيدنا عبد القادر الجيلاني
رضي الله عنه
اِشْرَبْ شَرابَ الحُبّ * فَهُوَ
الدَّوَى وَالطِّبّ
وَاسْلُكْ سَبِيلَ القُرْب * مِنْ أَهْلِ هذا الحَيّ
غِبْ عَنْ جَمِيعِ الكَوْن * وَاطْوِي النَّوَى في البَوْن
وَالسِّرَّ ضَعْ فِي صَوْن * عَنْ غَيْرِ أَهْلِ الحَيّ
اِنْفِ السِّوَى يا صاح * وَافْنَ عَنْ الأَشْباح
واشْهَدْ صَفاءَ الرَّاح * تَدْخُلْ لِذاكَ الحَيّ
كَلامُنا عَطاء * وَصَمْتُنا غِطاء
وَبابُنا وِطاء * لِمَنْ أَرادَ الحَيّ
أَذْواقُنا لَذَّات * أَسْرارُنا لِلذَّات
وَعِنْدَنا هَزَّات* تُفِيقُ مَيْتَ الحَيّ
أَقامَنا المَوْلىَ * بِبابِهِ حَوْلاً
وَقالَ مَنْ أَوْلَى * سِواكُمُ بِالحَيّ
لَمَّا دَخَلْنا الدَّار * وَالكَأْسُ فينا دار
وَزالتِ الأَكْدار * لَمْ يَبْقَ مِنَّا حَيّ
فَكُلُّ ما سِوَاه * فَانٍ بِلا اشْتِباه
ما ثَمَّ إِلا الله * يَهْوَاهُ أَهْلُ الحَيّ
وَحِّدْهُ بِالشُّهُود * في وَحْدَةِ الوُجُود
وَلا تَرَ المَوْجُود * سِوَاه غَيْرَ الفَيْء
وَفي حَدِيثِ الظِلّ * سِرٌّ فَلا تَضِلّ
وَاللهِ لا يَظِلّ * مَعَ الإِلهِ شَيْء
وَحِّدْ بِلا حُلُول * وَقِفْ عَلَى الطُلُول
وَاعْمَلْ بِما أَقُول * تَشْهَدْ جَمالَ الحَيّ
وَفي مَقَامِ الفَرْق * يُبْقِيكَ بَعْدَ المَحْق
فَالغَرْبُ غَيْرُ الشَّرْق * وَالمَيْتُ ضِدُّ الحَيّ
هذا هُوَ التَّوْحِيد * مَعْنًى لَهُ وَحِيد
وَعَنْهُ لا مَحِيد * لِمَنْ أَرادَ الحَيّ